Thursday, September 4, 2014

اليهودية والنصرانية 1/2


1. اليهودية:


أ / تعريفها:


هي: شريعة موسى عليه السلام الذي أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل، وأيَّده بالتوراة.


ب / الأسماء التي عُرف بها اليهود:


1- العبرانيون. 2- بنو إسرائيل. 3- اليهود.


ج / تاريخ اليهودية:


1- هاجر إبراهيم عليه السلام من العراق إلى بلاد الشام، حيث رُزِقَ بولديه إسماعيل، ثم إسحق الذي كان من ذريته بنو إسرائيل.

2- انتقل بنو إسرائيل إلى مصر بعد ذلك، حيث كثر نسلهم، وتعرضوا لاضطهاد الفراعنة، ثم خرجوا منها بقيادة موسى عليه السلام إلى بلاد الشام بعد مئات السنين.

3- أسس اليهود عدة دول في فلسطين، كانت خلالها متفاوتة القوة والاتساع، إلى أن سقطت على يد الآشوريين، ثم توالى حكم البابليين والرومان عليهم، وخلال ذلك انتشروا في أنحاء الأرض.

4- دخلت بلاد الشام بما فيها فلسطين تحت الحكم الإسلامي، وبقيت كذلك طيلة القرون الماضية إلى أن عاد إليها اليهود في هذا العصر وأسسوا فيها دولة بدعم من الاستعمار البريطاني.


د / مصادر الديانة اليهودية:


1- التوراة. 2- الأسفار المُلحقة بالتوراة. 3- التلمود.


هـ / العقائد اليهودية


أولا: عقيدتهم في الألوهية:

دعا موسى عليه السلام إلى وحدانية الله تعالى، إلا أنَّ هذا التوحيد تعرَّض للتحريف والتغيير، ومن ذلك: وصفه -تعالى- بما يتناقض مع ألوهيته من النقائص والعيوب.

ثانيًا: عقيدتهم في النبوة:

يُقِرُّ اليهود بالنبوة والأنبياء عمومًا، لكنهم يصفون الأنبياء بأوصاف لا تليق بمكانتهم، كما أنَّهم لم يؤمنوا بعددٍ من الأنبياء الذين أُرسِلوا إليهم، وقتلوا عددًا آخر، ولم يؤمنوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا: بقية عقائد اليهود:

ومن أهمها: اعتقادهم أنهم شعب الله المختار، وأنَّهم أبناء الله وأحباؤه، ويؤمنون بخروج مسيح مُنتظر من نسل داود يحكم بشريعة موسى عليهما السلام، ويُنصَّب حاكمًا على جميع الأرض.


و / تشريعات الديانة اليهودية:


بعض التشريعات في الديانة اليهودية بقيت على ما هي عليه، مثل: إيجاب الختان على الذكر، وتحريم أكل الخنـزير، والحيوان غير المذبوح، أو المذبوح لغير الله.

غيرَ أنَّ كثيرًا منها تعرَّضَ للتَّحريفِ والتغيير: كهيئة الصلاة، والصيام، وغير ذلك.


ز / الفِرَق اليهودية:


أولا: فرقهم الدينية:

1- الفريسيون. 2- الصدقيون. 3- الكتبة أو النَّساخ.

4- القرّاؤون. 5- السامريون.

ثانيًا: طبقاتهم الاجتماعية:

1- الاشكنازيم. 2- السفاريدم. 3- يهود الصابرا.


ح / تاريخ علاقة المسلمين باليهود:


1- تَميَّز تاريخ اليهود مع المسلمين بالتوتر والتصادم منذ ظهور الإسلام، فبدايةً لم يؤمن اليهود برسالة الإسلام مع أنَّهم كانوا ينتظرون بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد ضمَّهم إلى مجتمع المدينة، وكتب بينه وبينهم وثيقة، إلا أنَّهم حاولوا قتله، فنفاهم خارج الجزيرة العربية.

2- بقي اليهود يعيشون في كنف الدول الإسلامية على مر العصور محفوظة حقوقهم، إلى أن

انضم جزءٌ منهم إلى جانب الحلفاء ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الثانية بناءً على وعد بلفور لهم بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، وهذا ما كان.



2. النصرانية:


أ / تعريفها:


شريعة عيسى عليه السلام الذي أرسله الله -تعالى- إلى بني إسرائيل مكملا لشريعة موسى عليه السلام، وأيَّده بالإنجيل.


ب / الأسماء التي عرف بها النصارى:


1- النصارى. 2- المسيحيون.


ج / تاريخ النصرانية:


ينقسم تاريخ النصرانية لثلاثة أقسام رئيسة:

1- عصر عيسى عليه السلام: ويبدأ من بداية دعوته لقومه، وما رافقه من تكذيب إلى محاولة قتله، وانتهت برفعه إلى السماء.

2- العصر الرسولي: ويبدأ بعد رفع عيسى عليه السلام، وفيه تولى الحواريون وتلاميذهم مهمة نشر الديانة النصرانية بين الشعوب، وتميَّز هذا العهد بالاضطهاد الشديد الذي تعرَّض له النصارى، وما نتجَ عنه من تحريفٍ للديانة النصرانية.

3- عصر المجامع: ويبدأ من اعتناق الدولة الرومانية للنصرانية، وتكريس الانحراف فيها بسلطة الدولة.


د / مصادر الديانة النصرانية:


1- الكتاب المقدس بقسميه: التوراة، والإنجيل.

2- المجامع النصرانية. 3- الكنيسة.


هـ / العقائد النصرانية:


أولا: عقيدتهم في الألوهية:

1- التثليث: فيؤمنون بأنَّ الله واحد بأقانيم ثلاثة، مع اختلاف بينهم في تفسير العلاقة بينها.

2- الصلب والفداء: فيزعمون أنَّ المسيح مات مصلوبًا فداءً عن الخليقة، ليخلص العالم من إثم خطيئة أبيهم آدم وخطاياهم، وأنه دفن بعد صلبه، وقام بعد ثلاثة أيام متغلبًا على الموت ليرتفع إلى

السماء.

ثانيًا: عقيدتهم في الأنبياء:

عقيدة النصارى في الأنبياء هي عقيدة اليهود السابقة نفسها؛ ثم إنَّهم لا يؤمنون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا: عقائد أخرى:

يعتقد النصارى أنَّ عيسى -عليه السلام- مات مصلوبًا فداءً عن الخليقة؛ لذا يعتبرون الصليب شعارًا لهم ويُقدِّسونه، وأنَّ الحساب في الآخرة سيكون موكولا له.


و / تشريعات الديانة النصرانية:


الأصل أنَّ الشعائر والعبادات في الديانة النصرانية هي الشعائر في الديانة اليهودية نفسها، ثم

تحول الأمر بعد ذلك في عهد بولس إلى إلغاء معظم التشريعات، واستمرَّ ظهور تشريعات وتغيير أخرى على يد القسس والرهبان وبابوات الكنيسة.


ز / الفرق النصرانية:


أولا: سبب الافتراق في الديانة النصرانية:

1- العداوة الشديدة التي قوبلت بها، وما رافق ذلك من قتلٍ واضطهاد لكثيرٍ من علمائها، وضياع أصولها بسبب الإتلاف.

2 - الأثر الخارجي الذي ظهر من خلال بولس الذي أدخل في النصرانية تعاليم مخالفة لدعوة عيسى عليه السلام، ثم من خلال العقائد الوثنية التي جَلَبها الداخلون الجدد للنصرانية.

3- التحريف بالزيادة والنقصان والتغيير الذي ظهر على أيدي الرهبان ورجال الدين على مدى العصور.

ثانيًا: الفرق النصرانية:

1- الكاثوليك. 2- الأرثوذكس. 3- البروتستانت.


ح / تاريخ علاقة المسلمين بالنصارى:


بدأت علاقة المسلمين بالنصارى من خلال إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم للملوك بالرسائل يدعوهم فيها للإسلام، فآمن به البعض، ورفض البعض الآخر الإسلام.

ثم كانت أول معركة عسكرية بين الطرفين في غزوة تبوك.

واستمرَّت العلاقة بعد ذلك بين شدٍ وجذب، لكن كان النصارى دومًا من أكثر أتباع الأديان قبولا للإسلام والدخول فيه.



3. التَّنصير:


أ / تعريف التنصير:


حركة دينية سياسية استعمارية ظهرت بعد فشل الحروب الصليبية، تهدف إلى نشر الديانة النصرانية بين شعوب العالم الثالث، وتشكيك المسلمين في دينهم، وتثبيت النصارى على دينهم.


ب / تاريخ التنصير:


لما فشلت الحروب الصليبية في القضاء على المسلمين أو تحجيم دورهم: ظهرت حركة استكشاف العالم الإسلامي ودراسة ثقافته لمعرفة نقاط قوته وضعفه، وهو ما يُعرف تاريخيًّا باسم حركة الكشوف الجغرافية، وبناءً على ذلك ظهر الاستشراق، ثم أُسست جمعيات ومؤسسات للتنصير، وبدأت بتدريب الخريجين وإرسالهم إلى العالم الإسلامي.


ج / أهداف التنصير:


1- إدخال الشعوب -وخاصة المسلمة- في الدين النصراني.

2- وضع بذور الشك والاضطراب في نفوس المسلمين تجاه دينهم، وتغريب المجتمع المسلم.

3- حماية النصارى أنفسهم والمجتمعات الأخرى من الدخول في الدين الإسلامي.

4- السيطرة على العالم الإسلامي ومقدراته وخيراته.


د / وسائل التنصير:


استخدم التنصير جميع الوسائل المُتاحة في جميع الحالات:

1- الثقافية. 2- والتعليمية. 3- والصحية. 4- والاجتماعية.


هـ / عوامل ساعدت على انتشار التنصير وخدمته:


من أهم هذه العوامل:

1- الاستعمار واحتلال الدول الإسلامية.

2- ضغط الدول الغربية على النشاطات الدعوية والاجتماعية الإسلامية.

3- الفقر والتخلف وقلة الوعي الموجود لدى المسلمين في الوقت الحالي.

4- الخدمات التي قدمها بعض النصارى الذين يعيشون في بلاد المسلمين.


و / القضايا التي يثيرها المنصرون في العالم الإسلامي:


هي: قضايا المرأة، والأسرة، والأقليات الدينية في المجتمع المسلم، والقضايا المتعلقة بالجهاد والعلاقة بغير المسلمين.



ز / آثار التنصير:


1- تنصر بعض المسلمين وردتهم عن دينهم.

2- زعزعة إسلام فئة من المسلمين وميلهم نحو الأخذ بالمبادئ الهدامة.

3- انفصال بعض أقاليم البلاد الإسلامية التي غلب عليها المتنصرون.


ح / كيفية مواجهة التنصير:


1- الثقة بالله -تعالى- أنَّ التنصير لن يحقق المطلوب منه.

2- المبادرة إلى الدعوة إلى الله باستغلال جميع الوسائل المتاحة، والتصدي لوسائل المنصرين في نشاطاتهم وأعمالهم في المجالات المختلفة: السياسية، والإغاثية، والتعليمية، والإعلامية، والاجتماعية.



4. التقريب بين الأديان


أ / تعريف التقريب بين الأديان:


محاولة إذابة الفوارق والخلافات بين الأديان المختلفة بعضها بعضًا، وبينها وبين الإسلام بشكلٍ أخص.


ب / تاريخ التقريب بين الأديان:


1- كان لهذه الدعوى جذورٌ قديمة حيث كان المشركون يحاولون الحصول على اعترافٍ من أنبياء أزمانهم بأديانهم الباطلة، واستمرَّ الأمر في عصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

2- ثم تبنى هذه الفكرة بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ الفِرَق المنحرفة عن الإسلام، والتي كان هدفها نقض تعاليم الإسلام وشعائره.

3- ثم ظهرت هذه الدعوى بشكلها القوي الجديد على يد النصارى العرب وبعض المسلمين المتأثرين بهم في بدايات العصر الحالي.


ج / أهداف التقريب بين الأديان:


التقريب بن الأديان يدعو في الظاهر إلى تجميع أصحاب الديانات تحت دين واحد، وإحلال المحبة والإخاء والتسامح مكان التباغض والتنافر والعداوة.

وأما في حقيقتها فهي تهدف إلى:

زعزعة ثوابت العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين، والقضاء على عقيدة أهل السنة والجماعة وخلطها ببقية العقائد الفاسدة لدى الطوائف والفرق الأخرى، وإيقاف الدعوة للإسلام بين غير المسلمين.


د / القدر المشترك بين الأديان:


الأصل في العقيدة أنَّها واحدة، وأنَّ جميع الأديان التي جاء بها الأنبياءُ عليهم الصلاةُ والسلام تَتَّفِقُ في العقائد، وفي أصول الشرائع والأخلاق والقيم، وتختلفُ في تفاصيل بعض الشرائع.

لكن جميع الديانات السابقة تغيرت وتحرفت ولم تبق على حالها.


هـ / العلاقة بين الإسلام وغيره من الأديان:


1- يعترف الإسلام بأنَّ أصل الأديان ذات الأصل السماوي من عند الله تعالى، وأنَّها تغيَّرت وتحرَّفت عما كانت عليه، أما الأديان الوضعية: فهي أديانٌ شركيةٌ وثنية لا يعترف الإسلام بها.

2- وتتلخَّص علاقة الإسلام بالأديان الأخرى بما يلي:

الدعوة للدين الصحيح وهو الإسلام، فمن آمن فهو مسلمٌ وأخٌ في الإسلام، مع مراعاة أنَّه لا إكراه على الدخول في الدين.

3- الحوار مع غير المسلمين: الحوار من حيث الأصل مباحٌ لا بأس به.

4- ومثله التعاون مع غير المسلمين في الأمور الدنيوية.

لكن الحوار والتعاون مع غير المسلمين يُشترط له عددٌ من الشروط، من أهمها:

أ . عدم التنازل عن شيءٍ من الثوابت الدينية.

ب . عدم الإضرار بأحد من المسلمين دينيًا أو اقتصاديًا أو غير ذلك.

No comments:

Post a Comment